في عالمي الداخلي ,لي عاداتي وطقوسي التي آمنت بها ,وأنهج من هديها,فيتمحور سلوكي ممغنطاً بجاذبيتها,ولكن العالم المحيط بي وبآثاره الكبيرة يجعل نوازعي الإنسانية تتخبط وتتلاطم {في كثير من الأحيان}بين مشاعر الودّ والحب والعطاء من جهة وبين أقانيم السّوء من جهة أخرى,لشدّة ما أجد من هذا العالم المحيط من قساوة.
ولكن يبقى الإنتصار للمنسك المتعالي عن الأنانية والذّات,وتسود رغبة الإحسان والعطاء,ذلك كلما إستشعرت كتاب الله وآياته الكريمة ,وهدي رسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم.
ولكن ما يؤرقني هو الشعور بالغربةالذي يملأ نفسي ضباباً من هذا العالم المحيط بي,رغم أنّي بين أهلي وعلى تراب وطني ,ولكن لماذا؟.
أن تنثر الورود على طريق من حولك ,ويدثروك بغطاء من الأشواك!.
أن تقبل إليهم..ويدبرون!ز
أن تدعهم إلى ضفاف قلبك ,ويلفظوك إلى الفراغ!.
أن تعمل على لمّ شملهم كسفاً و ينفروا منك إلى بعيد المسافات!.
أن تبشرهم بالودق ...ويسعون لك بالصحر!.
تهديهم البسمة,فيعبسون ويتولون..تعطيهم فيجحفوا..تحسن إليهم فيبادروك أذىً...تحبهم ويكرهوك..أليست هذه هي الغربة الحقيقية؟.
ليس من الضروري أن يشعر الإنسان بالغربة وهو بعيد عن وطنه وأهله فقط,أيضاً الغريب هو الذي يعيش غريباً بفكره وتأمله وذهنه ومنسكه بين أهله وعلى تراب وطنه,وهي أشد قساوة من غربة البعد عن الديار.
إنّ الغريب في وطنه,وتوأمه الغريب عن الأهل والوطن...عندما يجد إنساناً يحوّل الظلمة إلى نور..
إنساناً يزرع في قلبك إجلالاً وحضور..
إنساناً لا يقبل القسمة على إثنين..
إنساناً يبقى دافئ الحرف ..يقرأ أحاسيس ومشاعر السطور
هذا الإنسان ينير العتمة ..ويبدد الغربة |
الكاتب: عماد الدين دالاتي |