بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى في محكم تنزيله: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً} إن المؤمن المتيقن بالله والمحتسب فيه والمتوكل عليه,يعلم أن الله جلا وعلا يبسط الرزق والعطاء في هذه الدنيا لجميع النّاس والأجناس ,وهو الذي رزق الحوت في ظلمة البحر ورزق الدود في بطن الحجر ورزق الطير والأنعام وكل ما خلق,رزقهم جميعاً مقسوم عند الله تبارك وتعالى الذي قال: {وما من دابّة في الأرض إلا على الله رزقها},والرزق المادي الذي تكفل به الكريم الوهاب لا ينقطع إلا بالموت,ولقد منّ الله على كل إنسان بمؤهلات وخصال يستطيع من خلالها إذا استقام في تطويعها ,أن يبدع في المجال الذي يجد نفسه فيه ,بالإرادة والتوكل على الله سبحانه وتعالى,فعلى المؤمن أن يربط بين الأسباب وبين التوحيد ,لا أن يترك الأسباب ويتوكل,أو يتوكل ويترك الأسباب,فالطير تتوكل على الله في رزقها ولكنها تتحرك وتفتش عنه ولا تتبلد في أعشاشها مطلقاً,فتخرج وتبحث هنا وهناك حتى تجد رزقها الذي قسمه الله لها,قال النبي صلي الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً)، فلا ننكث العهد مع الله,ولنشكره دائماً ونحمده أبداً على كل نعمه التي لا تعد ولاتحصى ,وأن نستعين به ونرضى بقسمته بين عباده ونترك الحسد ومشاعره وقبحه ولنعلم أن الحسد يضر الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود، فلنتعوذ بالله من شر الحسد وأهله,ولندعو بالخير والتوفيق لكل الإخوة والأخوات ولكل النّاس,ولا نحقد على أحد منهم,ولا نمد نظرنا إلى ما بين أيديهم,ولنهتدي بقول الله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى}. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,وشكراً.