عندما لايبقى لنا من يؤنسنا,ويحنو علينا,وتنضب الأموال التي نرتشف الرزق منها,ويضم الدهر أحبابنا,فنخسر عضدنا,ويهجرنا {الأصدقاء} لبؤسنا,الذين يسخطون علينا,وينقمون منّا,لأنه أسهل عليهم من الوفاء,فينسلّون انسلالاً,من حيث لانشعر,ليتركوا وديعتهم ,ويفارقوا العهود والوعود,بعد أن عقدوا في القلوب وداً لا يحله إلا ريب المنون!!.. تبلغ الهموم والأحزان ذروتها,وتمضي ليلك مطرقاً رأسك,ومنطوياً على نفسك,تئنّ لوحدك,وتهيم حتى تعي وتكاد تسقط متوجعاً,لا تجد مواسياً ولا معيناً,وأنت في هذه الظلمة الحالكة من الغم والكمد في دجى ليل الحوادث ,تتراءى لك أجنحة نورانية بيضاء,تراها في الأفق البعيد,أشعة تنبعث من سماء الرحمة الإلهية,تدخل قلبك فتملأه عزاء وصبراً,ورجاءً وسروراً. أخي..أختي : هناك ملجأ وحيد يفزع إليه جميع البائسين والمحزونين ,والذين عبث بهم الدهر ما عبث,وذاقوا صنوف الشقاء والآلام والأوهام ,إنه: الله جلا جلاله. الله الذي خلقنا وبثّ أرواحنا في أجسادنا, الله في جميل صنعه وبدائع آياته, الله الذي جعل الطيور تغرد في أفنانها, الله الذي جعل النسيم يتردد بين حنايانا,يحمل في أعطافه رسائل الحبّ, الله الذي جعل الكواكب في سمائها,والشموس في أفلاكها,والأزهار في رياضها, الله وليّ أمرنا ومدبره, إنه الله,ملاذنا وملجأنا وخالقنا وقرّة أعيننا وحبيبنا وسترنا وغطانا, إنه الله,هو الرجاء والأمل هو الضياء والنّور هو المعين,والمستعان هو النّاصر المعزّ القوي العزيز هو القادر البديع الجبار المتكبر هو الرحمن الرحيم هو الواحد الأحد الفرد الصمد هو: الله.