المشورة والنصح واجب ,وربما هما فرض,قال تعالى في سورة آل عمران,الآية 159 :
{وشاورهم في الأمر}
كل إنسان يحتاج لمشورة الأخرين,ولو كان عالماً وعلماً,فمهما احتوى وعاء فكر الفرد من العلم والتجارب,يبقى ما أحاط به نقطة في بحور العلم والمعرفة والتجارب,ولا يتوهمنّ أحد أنه يستغني بعقله عن سبيل مشورة الآخرين,فيرمي ذاته في الخطأ,لأنه أعجب برأيه فضلّ,واستغنى بعقله عن عقول الناس فذلّ.
لا يندم من يستشير,بل إنه يستنبط الصّواب من المشورة والنصح,فالمشورة موكل فيها التوفيق,والفرد الكامل هو الذي ينصح ويشاور,ونصف الفرد الذي له رأي و لا يشاور,وأما من لا رأي له ولا يشاور فهو يجثم في الهامش من الحياة.
والنصح والمشورة ليست حكراً على المراتب والأعمار ,بل علينا حقيقة أن نلتمس النصح ونسعى للمشورة من الجميع كباراً وصغاراً رجالاً ونساء,لنصل إلى الرأي السديد الذي لايخيب.
يقول محمد الوراق:
أن اللبيب إذا تفرق أمره......فتق الأمور مناظراً ومشاورا
وأخو الجهالة يستبد برأيه....فتراه يعتسف الأمور مخاطرا
ومن يستشير يكون له وجه فيه ألف عين,وصدر فيه ألف قلب,وكل عقل يحتاج إلى تجارب كل الناس,بدون تحقير أي رأي ,إنما ينبغي اللجوء إلى صاحب العلم والفكر الصحيح,والرأي المهذب,والصائب,وهذا نعلمه من التجربة في علاقاتنا الإجتماعية والعائلية والعملية,ولأنه علينا أن نتذكر كلام أبو الأسود الدؤلي:
وما كل ذي نصح بمؤتيك نصحه......وما كل مؤت نصحه بلبيب
ولكن إذا ما استحمعا في واحد....فحق له من طاعة بنصيب
وجزاكم الله كل خير,والله الموفق.
|
الكاتب: عماد الدين دالاتي |