لقد تناهت بمجتمعاتنا الأمور إلى نكب الحقائق وصلبها بما يداهمنا من عادات وقيم مستوردة إنتهكت حرمة كل العقائد والأديان والمبادئ البريئة ,فأوعرت علينا المسالك وكادت توردنا المهالك,بسبب إخلادنا إلى الضلالة المحيرة وركوننا إلى طوفان الأهواء الغربية المبتدعة.
إن الإتصال الفكري والعلمي والثقافي بين الأمم والمجتمعات هو شرط جوهري لتغذية الثقافة الفكرية والعلمية للسير قدماً بإتجاه التطور والتقدم المشروط بالعقلانية في إصطفاء موجودات البضائع الفكرية الغربية المستوردة,بحيث نتأثر ونؤثر عن طريق المبادلة والأخذ والعطاء,بعيدين عن التقليد السطحي والمنكوس لتستقيم قناتنامن أجل أن لا تخطو بنا الأمور إلى قاع الهلاك والردى.
من أجل أن تمتلئ حياتنا خصوبة ونضارة يجب أن نمتصّ العصارات المفيدة والنقيّة الموجودة في كل الحضارات,ولا نعرض عن كل ما يردف مجتمعاتنا بالجيد والأصيل الفاخر,دون تقليد أعمى وقاتل.
لقد تلوثت عقولنا من التقليد وإتباع الغرب في كل شئ..أقلعنا عن تراثنا وعاداتنا وقيمنا الفاضلة وسبلنا السالمةوسلّمنا للغرب عقولنا ليعبث فيهاكيف يشاء..بعنا أنفسناوتنازلنا عن هويتنا,ببدائل رخيصة وساقطة,فحققنا للغرب مآله مجاناًوصرنا تحت سيطرته وتابعين له بسبب إنقيادنا السهل واليسير لعالمه,وبرمجة عقولنا على كل ماهو غربي فاسد وماجن وبغيض..والنشوة لكل ماهو أجنبي دخيل.
هل هانت علينا قيمنا وعروبتناإلى هذا الحد؟؟.. |
الكاتب: عماد الدين جودت دالاتي |