يوم الجلاء يعني كل فرد مهما كان إنتماؤه,أنه يوم الحرية والكرامة وبإنتماء واحد وولاء مطلق لحب الوطن وقدسية ترابه وعليل هوائه وفرات مائه. يوم إنجلى الإستعمار عن وطننا وأشرقت فيه شمس الحرّية على كل السوريين وسوريا,وعلت راية الإستقلال بعزّة وكرامة وخشوع للشهداء الأبرار الذين سقوا بدمائهم الطاهرة غرسة الحرية بكل عشق وفداء لحبيبتهم سوريا,وكتبوا بمداد من دماء وأرواح ذكيّة تاريخ ناصع ليوم سيبقى في ذاكرة الوطن,يحكي قصة أمجاد لا تخبو أبداً. إحتفالنا بيوم الجلاء له أهمية قصوى,هذا التاريخ يجب أن لايمر دون مسائلة ذاتنا,أين نحن الآن؟.وما هو حالنا؟. تحررنا من الإستعمار بشكله العسكري,إنّما للأسف الإستعمار الثقافي والمفاهيم الغربية والقيم المدسوسة والمسمومة التي تنهش في فكرنا وتبرمج أدمغتنا على هوى الغرب( وقيمه) ..صرنا نلبس مما يفصّلون على كل الأصعدة الثقافية والإجتماعية والتربوية والخدماتية ,نفكر بفكرهم ونأكل طعامهم ونلبس ثيابهم,نرقص على طبلهم وزمرهم,نلعب بألعابهم..نتسلى بتسلياتهم..نطرب لموسيقاهم..نحتفل بأعيادهم وتقويمهم,نمشي على دربهم وطريقتهم ولا نجد الجمال إلا في أفعالهم وسيرتهم وثقافتهم الفتّاكة وفكرهم المشوّه..فطمسنا شخصيتنا ومحونا هويتنا وقطعنا إنتماءنا وأضعفنا ولاءنا لذاتنا وكدنا نقضي على حضارتنا بإستسلامنا الأرعن للإستعمار الثقافي . ينبغي أن نجاهد لجلاء هذا الإستعمار الجديد بصدق ومسؤولية لنستردّ هويتنا المسلوبة,كما يجب أن نجلو كل إساءة لوطننا وكل إنتهاك لحرمته وسيادنه ومقدراته..نجلو الفساد والتخلف والفقر..نجلو الصدأ والقهر والتقصير والبيروقراطية..نجلو الثقافات الهدّامة والمشوّهة.. لننهض يا بني وطني ونجلو هذا السبات العميق.. هنيئاً لكل السوريين يومهم الأغرّ العظيم. ولن ننسى الجولان والقدس وكل ذرة من ترابك يا فلسطين.