الإلياذة فشة خلق
ترديَ في السذاجة وتقوقع في َصَدفة البلاهة ما نشاهده من خرافة وإيمان بالخوارق وإنجرار في متاهات الظلمات بدلا من اللجوء الى كنف الضياء والارتماء في احضان الحق وقبس أنوار الله تعالى والاطمئنان بذكره , امنيات زائفة تتلقاها نفوس جامدة مشلولة العقل والادراك تتكور اجسادها واطرافها كالقطط العجوزة أمام ما تتبع من اهوائها في الطقوس (الهوميروسية) الاغريقية و (المهابراتيه) الهندية , التي يتهافتون عليهابنزعة مؤمنة بالخرافة الغيبية , فيقبلون على العيادة العصرية للمنجمين والمنجمات وعرافيًًًًًَََََََ عصر علم (النانو), متلهفين على استطلاع خبايا المستقبل واستبيان الغيب بقراءة الكف والفنجان والابراج والبخت جاعلين لله الذي خلقهم نداً فيشركون بالواحد الاحد بقصد او بجهالة عازفين عن جوهر الايمان بالبحث عن حلول وهمية , ويقعون في الضلال البعيد .
ايضا لا تمت هذه الممارسات بصلة الى روح العصر , وتنتشر انتشار النار في الهشيم بين الناس , يؤمن اصحابها بكهنة هذا الزمان وخوارقهم الاسطورية , ظاهرة تدل على ان العقل الانساني لا يزال يعيش في كهوف الاساطير ولم يستيقظ من بدائيته , فرغم انف التطور العلمي والنمو العقلي وتفتح المدارك بقي العقل الانساني يعيش في مناخ الخرافة وتقبل الخوارق , يشهد على ذلك الفضائيات والمجلات والاذاعات والمكتبات المكدسة بالكتب والبرامج التي تجعل الناس تهوي أفئدتها الى تعامل مع الشعوذة والخرافات و الخوارق , لا فرق بين طبقة مثقفة واخرى اقل ثقافة , وستجد القائمين على هذه النشاطات اطباء ودكاتره واصحاب شأن فلسفي وخريجي جامعات , ويزيد الامر وبالا على الشاشة , اختيارهم لتقديم هذه الأفة العنصر النسائي فيجذب عقول المشاهدين وغرائزهم وضعفهم بجماله ومفاتنه وابتسامات وايمائات ترجرج الماء الساكن , وعبارات تدخل شواظها في مسامات الاجساد بإغراء وتشويق, اعتقدنا ان عصر النبوئة وتحضير والارواح والايمان بخوارق المخادعين والعرافين قد انتهى , فماذا نقول امام هذا الاقبال الشديد والهذيان المحموم على المنجمات والمنجمين والعرافين والمتنبئين اصحاب الخدود المتوردة والمتوهجة في يومنا هذا ...
وماذا نقول للآلاف من المريدين الذين يلثمون شفاههم العليا بتلذذ بما يتلقونه من اوهام وهم يرمون انفسهم في قاع بلا نهاية ؟...
[أحدهم كان يشتري الصحيفة اليومية ويركنها في مكتبته دون قراءتها وفي اليوم التالي يقرأ عامود الابراج وما يقوله الفلك فيها , ثم يقول لنفسه الحمد لله ان ذلك لم يحدث اليوم!...]
ماض ... وحاضر حافلين بالشعوذة والخرافة وراء ستار العلم والتكنولوجيا , عصر ينتظر (نيو) هوميروس ليتحفنا بإلياذة (ديجيتال)(زمن) لا يريد اهله الاهتداء الى طريق الخلاص , مع العلم ان السبيل معبد للجميع , ولكن يبدو أن العتمة
لا تكفي لرؤية النجوم !..
حقيقة ارجو أن لا يرفضها أحد .... وهو محور الامر
|
الكاتب: عماد الدين جودت دالاتي |