تقليعة الحوارات الفضائية التي نشاهدها ونسمعها,وما فيها من تناحر بين أفراد الدين الواحد والثقافةالواحدة,والتي تغذي الميل الفطري إلى الزيغ,لماذا لا يتجه أبطال هذه الحواريات لمقارعة حجج التيارات الفكرية المعادية لنا ولديننا وثقافتنا وعروبتنا,بحجج وبراهين فكرية (علمية وأصيلة)وبأسلوب عفيف مخلص ومتنوّرمحتوىً في إطار من الإحسانسراً وعلانية فيكون جهاد نغزو به قلوب البشر وعقولهم في أوطاننا وخارجها .
مساهمة المثقفين في نشر الرسالة والمبادئ المثلى بوعي وبصيرة لاتقل مرتبة عن دور الدعاة فيكون الجهاد متكامل غير مبتور في خدمة الأمة بعرها ومسلميها,رجالها ونسائها وأطفالها.
الوفرة الكبيرة في الوسائل المتاحة للإتصال (عبرت المكان والزمان)لما لا توضع في الخدمة لأقصى الحدودمن أجل إيصال قضايانا وأفكارنا وتراثنا إلى كل أقطار الدنيابالمحبة والود والتسامح والرفق واللين,مدفوعين بحافز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,مع الأخذ بعين الإعتبار أن الأرض لا تخلو من شعوب فيهم كل خصائص الإنسان النظيف يمكننا استمالتهم إلينا بقليل من الوداعة واللطف ونقنعهم يشريعتنا كحد أعلى أو على الأقل نساهم في تمتين أواصر الصداقة بيننا وبينهم.والبدء يكون من ساحتنا العربية وصورتها المؤلمة المأسوية (ضعف ,هوان وتفكك ,تناحر وتمزق),تفريط بالأمة وتفريط بالثقافة والأصالة وتفريط بحضارة عظيمة,وكثير من المثقفين يتفرجون على المأساة كأنها ليست في ديارهم ولا تخصهم!!يسيل مداد أقلامهم على المواقف الفردية والخاصة التي تسبب خدراً لأعصابنا وأعصابهم,إشاحة الأنظار عن الظواهر الجماعية وبخل إستخدام الأقلام بهدف الوصول إلى أهداف سامية فيها أصالة وطنية شاملة من ورائها؟.
نحن بأمس الحاجة إلى يقظة ضمير حيّ ملتهب بالغيرة على أمتنا العربية والإسلامية,والقيام بدور تاريخي يوحد الأمة ويجمع شملها,فالأمة تحتاج لمثقّفيها,وتستغيث بهم,بعد أن نسوها وتركوها وهانت عليهم إلى هذا الحد!!.
ولننظر إلى صورة أخرى:
تأملوا ما حولكم جيداً,تجدوا شباباً وبناتاً تنخلع رقابهم رقصاً وتخور عزائمهم بهجة وطرباً لكل ماهو غربي وأجنبي ,لماذا؟.
الكثير يحشو المصطلحات الأجنبية حشواً بين مفرداتنا العربية لأجل أن يثبتوا وزن شهاداتهم التي يحملونها,ماذا نسمي هذا؟.
أكتفي بهذه الأمثلة وغيرها كثير جداً,والنتيجة الغالبية العظمى تسبح في التيارات الغربية وتعوم تحت أمواجها وتخرج مبللة بزبدها,القضية ليست ظاهرة فردية لكنها عامّة تثير الشجون,هل من يدق جرس الإنذار؟.
ثقافتنا الأصيلة بما فيها من كنز خالد يحتوي مآثر وإنجازات وقيم عظيمة متى نهتدي بهديها؟.وإلى متى سيبقى طعم{الووتر الأجنبي}ألذ من مذاق الماء العربي؟.
عجزت أمتنا عن لم شملها منذ ذلك التاريخ المشؤوم بعد الخلافة الرابعة,وإلى يومنا هذا بسبب الصراع السياسي الذي قسمها إلى دويلات وشيع وطوائف,من بإمكانه لم شملها غير المثقفين؟.إن تكوين وحدة فكرية رائدة ومنيرة ومتشابكة,تكون نواة للوحدة السياسية الكبرى,هل هي أضغاث أحلام يا ترى؟.
في كل بلد عربي نجد مواطن عربي يحب بلاده العربية والإسلامية بكل مكوناتها الإثنية والعرقية والدينية,يحب لأمته السعادة والرقي والتطور الحضاري لتعود شمساً تشع على الدنياأنوار العدل والحب والسلام والخير والإنسانية,لتعود كما كانت في عهد الإسلام الأول,عهد الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار.
ودمتم.
|
الكاتب: عماد الين جودت دالاتي |