كلما تدور مناقشة بين شخصين أو أكثر ,يختلط الحابل من الكلام مع نابله,وتلاحظ أن أكثر من واحد يتحدث بنفس اللحظة,وكل من المتحدثين يتوق لأن يتصدر الحديث ,ويحاول فرض رؤيته وفكرته على الحاضرين,ولو لم يملك أدلة وبراهين على صدقية ما يريد إقناع المستمعين به. فقط رفع الصوت,والسخرية,والتقريع هي الأسلحة التي بحوذة المتكلم للإقناع ,كما لا تخلو جعبته في كثير من الأحيان من وسيلة أشد فتكاًوهي{مقاطعة المتحدث أثناء حديثه},وعدم فسح المجال للآخر لإنهاء فكرته حتى تكتمل تماماً. والذي أريد الإشارة إليه في هذا الموضوع هو {طريقة الإصغاء},فأنا أرى أن حسن الإستماع هو فعل من أفعال المحبة,هذا الفعل الذي أصبح نادراً بين النّاس,والمبدأ عندي أنه علينا الإنصات والإستماع إلى مايقوله الآخر,حتى ينهي حديثه بشكل كامل دون أىّ مقاطعة له,مهما كانت صفة المتكلم,وشخصيته وطريقة كلامه,ينبغي علينا أن نضع أنفسنا في جو الكلام الذي يخاطبنا به الآخر,وأن نسلم ذاتنا له,بغض النظر عن تقييم حديثه قبولاً أو رفضاً,صحيحاً أو خطأّ,كما علينا أن لا نحاول التأثير على المتحدث بأي وسيلة من وسائل الضغط من تكبر وتعال أو عدم إهتمام. الذي علينا فعله أن نحضر في ذهننا ما نريد قوله فور إنتهاء الآخر من كلامه,وأن نردّ عليه بالتجربة والحجّة والبرهان,وشكراً.