ينتاب المرء أحياناً الوجوم والكآبة,وتنخره الوساوس,ويفسد تصوره للأمور,وتصبح أطواره غريبة,لاتهدأ نارها ولا يخبو أوارها,ويعش في مناحة مزدرية!!. خير إن شاء الله ماذا جرى؟؟؟... الدنيا أسبلت أستارها,وأوصدت أبوابها,يقف على بابها يبكيها ويندب شقاءها!!.. يأخي ,لقد أتعبتنا معك,قل:مابك؟؟؟... يعود ليلعن ويسبّ ويشتم,كأن داهية الدواهي,ومصيبة المصائب,ألمّت به,فترثى لحاله,عندهايفصح عمّا به: سيدي,لقد أنهيت دراستي الجامعية,وفتلت وبرمت ,وتقدمت وطلبت ورجوت,ورحت وغدوت,ولم أجد ما يسدّ خلتي,حتى بلغ مني اليأس مبلغه ,ماذا أفعل؟؟..وتلاحظ الدموع من بين أهداب عينيه!!.. عدت إلى نفسي وسرحت بعيداً,ليس بيدي حيلة لأساعده على تفريج كربته{وما أتعس الإنسان في مثل ذلك الموقف},ولكني فكرت كيف أرد له قلبه النافر,وما عندي إلا الموعظة,أعرف أن الموعظة جند من جنود الله,ولكنها مثل الطين!!..إن لم تعرف على أي حائط تقذفها قد لا تلتصق به,فما العمل؟؟.. أريد أن أوقظ المشاعر الإيجابية فيه,كيف؟؟.. جعلت نفسي مكان أشعةx ,التي تسلط أشعتها على مكامن الخلل لتكشف العلّة,فخطر ببالي أن أحاوره. قلت له:هل تدرك ما هو الأمل؟ قال بعد برهة من التفكير:أرى أنه شئ من الأيمان. قلت له:وبم ينفع صاحبه؟..نظر إلى النافذة ملياً,ثم قال:هو شئ يشرق من بعيد,وأردفت له بالقول:لا ,الأمل أنت تصنعه بالإرادة,وبه تعزي نفسك. قال :أنا ياسيدي مكسور الخاطر ,وتائه وربما أضيع إن استمرت الحال على ماهي عليه مما أنا فيه. هنا أدركت أنه مستعد لتلقي جرعة الدواء دون امتعاض,فقلت له: حتى لا تضيع ,عليك أن تؤمن وتتيقن ونثق بالله عزّ وجلّ.قال وهو متلهف لسماع الجواب:كيف؟؟.. قلق:تؤمن وتثق أنّ الله تعالى هو وحده المعين فعليه توكل,وتتيقن أنه هو الرحمن الرحيم ,فتشعر بالإشراق وفسحة الأمل,وتعود ثقتك بنفسك,وتمسح العفن الذي عشعش في روحك,وترى النّور من جديد. قال:ومما أبدأ: قلت: يقول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم :[فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا]. قال :أسغفر الله العظيم . قلت :ومشيئة الله سترعاك ,وتحقق لك أمانيك. ودعّته وانصرفت. عماد.