عزة الأهل ومنعتهم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد .
فالأرحام المتواصلون أقوياء واعزة وفي منعة أمام الناس يهابهم العدو فيخشى جمعهم واتفاقهم بخلاف إذا ماتقاطعوا وتدابروا فإنهم يذلّون ويهينون.
ولذلك فإن عبد المطلب لما حفرزمزم وقاسمته فيه قريش رغما عنه نذر لله إن رزقه الله عشرة أولاد ذكور ليذبحنّ واحدا منهم لله عند الكعبة.
ولما وقع سيدنا لوط في ورطة مع اضيافه وجاء قومه يهرعون إليه فتمنى لو أنه كانت له قرابة أو عشيرة تحميه فقال ( لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) .
قطيعة الرحم: وقطيعة الرحم لها عدة أسباب أهمها:
1-الجهل:
فالجهل بعواقب القطيعة يحمل عليها ويقود إليها
2-ضعف التقوى:
فإذا ضعفت التقوى ورقّ الدين لم يبال المرء بمعصية الله ومنها قطع الرحم
3-الكبر:
فبعض الناس إذا نال منصبا رفيعا اوحاز رتبة عالية إو صار تاجرا كبيرا تكبّر على أقاربه وأنف من زيارتهم بحيث يرى أنه صاحب الحق وأنه أولى بأن يزار ويؤتى ولاشك أن هذا من الكبر والتعالى على الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم((لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)) رواه مسلم
4-العتاب الشديد:
فبعض الناس إذازاره احد من أقاربه بعد انقطاع طويل امطره بوابل من اللوم والتقريع على تقصيره في حقّه ومن هنا تحصل النفرة وتطول مدة الإنقطاع بعد ذلك اكثر من الأول
5-كثرة المزاح:
فإن لكثرة المزاح آثارا سيئة فلربّما خرجت كلمة جارحة من شخص لا يراع مشاعر الآخرين فأصابت مقتلا من شخص شديد التأثّر فأورثت لديه بغضا لهذا القائل والمزاح الزائد عن حدّ الإعتدال غالبا مايفضي إلى المنازعة قال الشاعر
أفد طبعك المكدود بالجدّ راحة يجمّ وعلّله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن بمقدار مايعطى الطعام من الملح
6-الوشاية والإصغاء إليها:
فمن الناس من دأبه وديدنه إفساد ذات البين وهي الحالقة كما سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة )) رواه ابوداود عن ابي الدرداء رضي الله عنه فتجد الكثير من الناس يسعى بين الأحبة لتفريق صفّهم وتكدير صفوهم فكم تقطّعت بسبب الوشاية ارحام وكم تفرق من شمل وأعظم الناس غباء وسوء فهم من يصغي للواشين ليوغروا صدره على إخوانه قال الأعشى:
ومن يطع الواشين لايتركون له صديقا وإن كان الحبيب المقرّبا
رابعا:علاج قطيعة الرحم:
1- الإستعانة بالله والصبر والنظر في عواقب القطيعة وماتجرّه على الإنسان من غضب الله والهمّ والغمّ وحرمان الرزق والتوفيق
2-مقابلة الإساءة بالإحسان وهذا لايقوى عليه إلا أولوا العزم والقوة من المؤمنين ولهذا أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ واحلم عنهم ويجهلون عليّ قال ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفّهم الملّ ولايزال معك من الله ظهير مادمت على ذلك))رواه مسلم والملّ هو الرماد الحاروهذا الحديث عزاء لكل من ابتلي بأقارب شرسين يقابلون الإحسان بالإساءة ولتعلم ايها المسلم انك بإحسانك لمن يقطعونك تتخلّق باخلاق الرجال الشرفاء من أهل الشهامة والخلق الحسن وانك تستحق عن جدارة أن تكون زعيم قومك وسيد أسرتك قال المقنّع الكندي
وإنّ الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمّي لمختلف جدا
إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم قدحت لهم في كل مكرمة زندا
وإن اكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولاأحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقد
3- ان يعلم الإنسان أن أقاربه هم لحمه ودمه"فلا فكاك عنهم ولامهرب منهم وعزّهم عزّه وذلّهم ذلّه وقديما قالت العرب"أنفك منك وإن ذنّ(سال مخاطه) وعيصك(شجرك) منك وإن كان اشبا(ملتفّا)"
4- صندوق القرابة: الذي تجمع فيه التبرعات والزكاة والصدقات لفقراء كل عائلة ولراب كل نازلة أو مصيبة فالمصيبة إذا توزّعت هانت على الجماعة وفي الشرع من قتل قتيلا فالديّة على القاتل يحملها عنه العاقلة أي الأسرة او العشيرة
5- دليل الأقارب فيحسن بالأقارب أن يقوم بعضهم بوضع دليل خاص يحتوي على ارقام هواتف القرابة وعناوينهم ثم يطبع ويوزّع على جميع الأقارب فهذا يعين على الصلة ويذكّر المرء بأقاربه إذا اراد السلام عليهم أو دعوتهم للمناسبات
--------------------
ياأسرتي وأهلي وأحبابي أنتم عدتي وعتادي أنتم لباسي وتاج راسي بكم أستر عورتي وأكشف حوبتي ومن أجلكم أجرد سيفي وأضحي بنفسي فلا أعدمني الله أخوتكم ولاحرمني محبتكم وإلى شاعرنا الكريم عبدالمعطي أقول له
يا شاعرنا حطّم أقلام عصابة المجاّن وجرد يراعك لنصر الحق والإيمان
جرِّدْ يراعَك في وجوه العابثينْ ***وارفعْ شراعَك أنتَ رُباّنُ السفينْ
اَلفارسُ المقدامُ ليس يخيفهُ *** جيشُ الأذاعر والسُّكارى الماجنينْ
لا تُبقينَّ حصونهَم،فحصونُهمْ ***نسجُ العناكبِ في الزوايا قد خفين
مرّتْ عهودٌ عربدتْ ساحاتُنا *** بربيبِ لينينٍ ، وخوّانٍ ظنينْ
مرتْ عهودٌ أفسدوا أذواقنا *** قمْ طهّرِ الأذواقَ منهم أجمعينْ
جرّدْ حروفَك كي تزيلَ حروفَهم***من كلِّ سطر ٍفي ضمير المسلمينْ
يا شاعرَ الإسلام ! طهّرْ أمتي *** من رجس أذنابِ اليهودِ المجرمينْ
أوْلاكَ أصحابُ البيانِ لواءَه *** يا وارثاً حسانَ في نصر الأمينْ
اَلمؤمنونَ بكل صوبٍ يسألونْ *** مَن شاعرٌ يمحو ظلامَ الملحدينْ ؟!
هم يسألونَ وكلّهمْ لكَ ينظرونْ ***يا شاعرَ الإسلام وافِ السائلينْ
