هذا المقال عبارة عن دراسة علمية احصائية طريفة قامت بها باحثة فرنسية. حيث قانت بدراسة اثر الزمر الدموية على طباع الأشخاص.
إن هذه العلاقة الطريفة بين الزمر الدموية وطباع الأشخاص كان أول من نوه بها وقام بدراستها هي الباحثة ليون بوردل أستاذة البيولوجيا البشرية في فرنسا.
حيث قامت بوردل بتعريف المزاج وتصنيفه إلى أربعة أصناف تعتمد في تسميتها على بعض المصطلحات الموسيقية من الوجهة النفسية ثم ذكرت كيف وجدت علاقة أصناف المزاج بالزمر الدموية.
فالمزاج بحسب قولها هو مدى استعداد الإنسان الذي يعين شكل انسجامه مع الحياة, أما أنواعه الأربعة فهي : التوافقي , واللحني, والإيقاعي, والتوافقي اللحني الإيقاعي. وصفات كل نوع هي كالتالي:
1_ التوافقي: شديد الإحساس, يجد في نفسه صدى لكل شيء. وهو بحاجة إلى أن يحيا بانسجام واتفاق مع محيطه, حيث إن مواهبه لا تتفتح ولا تتكامل إلا في بيئة مناسبة له, فإن أزعجه شيء وكدر عليه صفوه, انطوى على نفسه وخمد أو تباعد أو قاوم ذلك في بعض الأحيان بعنف شديد. وهو أغنى الأمزجة وأكثرها طرافة وابتكاراً. ولكنه أسرعها تأثراً وانثلاماً, ويتمثل هذا المزاج في الفنان.
2_ اللحني: وهو على خلاف التوافقي, حيث ينسجم دائماً مع محيطه وبيئته, فهو يحيا حياته ويشعر بها كأنها لحن أو أنشودة تبسط وتتعرج لتتلاءم مع الأشياء والظروف والحوادث وحياة بقية الناس؛ فله ميل طبيعي إلى الاندماج العفوي في بيئته التي يعيش فيها, ويتبدل بتبدلها, ويتبع كل ما هو دارج. ويوصف بأنه قليل الابتكار ,انتهازي، ويتمثل في التاجر والدبلوماسي.
3_ الإيقاعي: لا يعمل إلا حسب نسقه الشخصي وإيقاعه الخاص في مختلف الظروف والبيئات. فهو لا يستطيع أن يحقق ذاته إلا في حدود ذلك النسق ووفق ذلك الإيقاع , وهو لا ينجز من الأعمال إلا ما فهمه ووعاه إما عفوياً وإما بالاستنتاج والمحاكمة, ولا يحاول الانسجام مع البيئة الخارجية, بل يمضي قدماً في طريقه, ويتمثل في الجندي.
4_ التوافقي اللحني الإيقاعي: له خصائص النماذج السابقة, ولذلك يكون قلقاً في الغالب, معذباً, ممزقاً بالريب والوسواس. وهو بحاجة إلى أن يفرق بين خصائص النماذج الثلاثة التي تختلط في طبيعته, وان يتفهمها, ويستفيد من تلك الخصائص تباعاً واحدة بعد الأخرى. ويتجنب تدافعها معا في وقت واحد.
وقامت الباحثة بوردل بإجراء الاختبارات على طائفة من الأشخاص امتدت من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات وذلك في عام 1938, بهدف دراسة العلاقة بين الأصناف السابقة والزمر الدموية لدى الأشخاص الذين تحت الاختبار. واستخلصت النتائج التالية :
_ إن الشخص المنتسب إلى الزمرة الدموية A ذو مزاج توافقي.
_ إن الشخص المنتسب إلى الزمرة الدموية O يغلب عليه المزاج اللحني.
_ إن الشخص المنتسب إلى الزمرة الدموية B ذو مزاج إيقاعي.
_ إن الشخص المنتسب إلى الزمرة الدموية AB يملك المزاج المثلث, التوافقي اللحني الإيقاعي.
_ إن هذه الأصناف لا توجد خالصة في الشخص وإنما تكون مختلطة فيغلب على الشخص واحد منها.
وتشتد طرافة هذه العلاقة عند العلم بان الزمرة الدموية O تقابل المزاج اللحني الكثير الانسجام والملاءمة. ومن المعروف إن الدم الذي ينتسب إلى هذه الزمرة يدعى المعطي العام, الذي لا يتنافى مع دم من الدماء. وكذلك المزاج التوافقي اللحني الإيقاعي يقابل زمرة الدم AB الذي هو آخذ عام , وهو ذو حساسية متعددة الوجوه لا يعطي دمه إلا لمن كان من زمرته.
وان هذه النماذج المزاجية الأساسية بحسب الباحثة بوردل هي نماذج فطرية كالزمر الدموية المقابلة, ثم تضاف إليها نماذج ثانوية تنشأ عن التربية والتثقيف والاكتساب من البيئة المحيطة بالشخص.
ولكن باحثتنا لم تكتفي بهذا الحد بل تجاوزته بتصريحها بأن الزمر الدموية تلعب دوراً في ميول الرجال باختيار زوجاتهم وميول النساء باختيار أزواجهن. معتمدة في ذلك على الإحصاءات الفرنسية المتهيئة لديها. وقد توصلت إلى النتائج التالية:
_تلتمس نساء الزمرة A التماساً عفوياً رجال الزمرة A نفسها, كأنهن يقدرن أنهن لا يفهمهن إلا هؤلاء الرجال.
_ ويلتمس رجال الزمرة A نساء الزمرة O كأنهم يرجون عند هؤلاء النساء عوناً في مجال الانسجام مع المحيط الاجتماعي.
_ ويلتمس رجال الزمرة O نساء الزمرة B.
_ وكذلك تلتمس نساء الزمرة O رجال الزمرة B........
والجدير بالذكر إن الباحثة بوردل بعد أن توصلت إلى هذه النتائج, قررت أن تقوم بإجراء دراسة تبين خصائص الشعوب ونفسياتهم بالاعتماد على غلبة نسب الزمر الدموية بعضها على بعض...... وبالتأكيد ستنتهي إلى نتائج لا تخلو طرافة هي الأخرى!!!!!
|
الكاتب: محمد بن بسام الدالاتي |