عندما كنت أحزن في ما مضى من عمري البعيد.. كنت أهيم على وجهي كالمتشرد في الطرقات..في البرد والصقيع وتحت المطر..في الشّوب وتحت لظى لهيب أشعة الشمس.. عندما كنت أحزن..كانت عيناي لا تجودا علي بقطرة من دمع..علّ هذا الدمع يسعفني..حاولت مرات ومرات أن أجعل من الحزن مرآة لذاتي ...ربما تتكشف لي أشياء غابت عني..ولكن الحزن يأبى إلا أن يملأ كل تصدعاتي...ويقتل أحاسيسي......حتى عرفتك..وقرأتك..وطرقت أذناي همساتك..عندها,لم يعد الحزن يوقف عجلة الزمان...ولا زنزانة إنفرادية تبعدني عن الحياة. أصبح الحزن ولادة للروح من جديد.. أصبح الحزن ماءً طهوراً يغسل الأدران.. أصبح الحزن شمعة تضئ العتمة.. أصبح الحزن ....عشقاً ومحبة. عماد.