ماذا تعني سن الخمسين أو الستين أو أكثر طالما أن الإنسان في جوهره يبقى كالطفل العابث ,يريد ان يجري ويقفز ويلعب الكرة ويتسلق الأشجار ,ويقطف الزهور ليشمها ,ويعشق الليل والقمر والنجوم والبحر والجبال والصحارى والوديان والسحاب والشفق والغسق, ويتكلم مع الأمواج المحاصرة أبد الدهر,ويرنو بسمعه لزقزقة العصافير وينتظر شقشقتها.
الفارق بينه وبين الشباب أنه عندما يرى إمرأة جميلة تقابله في الطريق ..يطرق عينيه إلى الأرض رغم أن الأحلام تعصف به كما تعصف بأعتى الشبان صحة وعافية,,ولكنه يحترم شيبته ووقاره.
نعم ماذا يعني عدد السنين والأعوام...المهم جذوة القلب وشموخ الرأس والإحساس بالرغبة في إحتضان الحياة...ليحيا ويعمل ويبدع ويغني أيضاً,فهذا الكون رائع ..وخالقه سبحانه وتعالى أوجدنا فيه لنتعبد ونعمر الأرض وننتج ونفرح ونبتهج ونتفاعل منذ نشأتنا وحتى الرمق الأخير وبغير عدد أو تعداد للسنين,ولم نخلق لنمارس اليأس والإحباط شباباً كنا أم كهولاً...
ثم إني لا أعرف لماذا عندما أصبح كهلاً يريد مني المجتمع أن أكتم على نفسي ..وأن أكون غامضاً وعميقاً وغائراً...لماذا يريدني أن أكون مصلوباً على كرسي ,ينسج العنكبوت في داخلي خيوط الملل؟. |
الكاتب: عماد الدين جودت دالاتي |