بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والتسليم على سيد الخلق أجمعين ,سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين إلى يوم الدين. خلق الله الذكر والأنثى ,وجعلها شطرين لنفس واحدة,ولم يرفع سبحانه الذّكر على الأنثى في القدر والقيمة,كما يحلو لأصحاب العقول المعاقة من الرجال تخيله. ميّز الله تعالى في التكليف وتوزيع الوظائف رحمة من عدالته الإلهية بالذكر والأنثى على السّواء,فسبحانه وتعالى لم يُشَرّف الرجل على المرأة..إنّما أعطاه وظائف تتصف بقوته ورجولته ورباطة جأشه,وأعطى المرأة وظائف تتصف بأنوثتها ورقتها وحنانها,ولا أريد هنا أن أشرح هذه الوظائف للجنسين.إنّما أتطلع إلى توجيه أنظار الرجل المسكين إلى حقيقة يجهلها أو{يتعامى عنها},لأنّ هذه الحقيقة تفقده ميزة القيادة المتفردة والمتسلطة التي يتلذذ ويتمتع بها دون وجه حقّ,وهو بعيد كل البعد عن مفهوم القوامة الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز:[الرجال قوّامون على النّساء]..سورة النساء\34 . حيث أفهم الرجل وأقنع نفسه زوراً وبهتاناً أنّ {القوامة} تعني له :حقّ التسلط والإستعلاء والتأديب,وهذا ظلم وجورٌ وتشويه لما أراده الله تعالى من {القوامة}. أيها الرجل المسكين...إعلم أنّ الله تعالى[سما بالمرأة]..فافهم دينك وإسلامك فهماً صحيحاً ومارسه ممارسة حقّة,لأجل أن تخلصنا من مشكلات مزمنة عانت منها مجتمعاتنا العربية والإسلامية الكثير. ظُلمت المرأة كثيراً,وهُدرت حقوقها وإنسانيتها واتُخذت الشريعةوسيلة لتحقيق مأرب الرجل,والشريعة منها براء. عزيزي الرجل: أنت لست أعلى درجة من المرأة لا في الدنيا ولا في الآخرة..الأعلى درجة هو الذي يتّقِ الله ويعمل صالحا ويخلص لربّه {إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم} ذكراً كان أم أنثى. وإن أردت مقارعتي في المكانة بين الرجل والأنثى,أقول لك:كلنا يعلم أنّ القمر {الذكر}يستمدّ نوره وبهاءه وضياءه من {أنثاه الشمس},ولو غابت شمسه لزال حسنه..ولو غاب هو لما إهتزّ للشمس رمشة عين,أيضاً هل تعلم أين منزلة أسيا زوجة فرعون الأنثى,وأين مستقرّ زوجها الذكر؟. سأشفق عليك قليلاً ياابن جنسي يا أيها الذكر وأبشّرك بأننا نحن الرجال كالماء المذكروقد قال تعالى في الماء{وجعلنا من الماء كل شئ حيّ},ولكن هل تدري أنّ الماء منه العذب الفرات ومنه الآسن النتن؟. فحاذر أخي الرجل وعد لرشّدك واتّقِ الله...فأنت مسكين..لأنّك ظلمت نفسك قبل أن تظلم المرأة. هذا المقال على مسؤوليتي الشخصيّة..........................................