آخـر الصور المضافة

: : : : : : : : : :
[error]

: : : : : : : : : :
[gggggggggggggggggggggggg]

: : : : : : : : : :
[gggggggggggggggggggggggg]

: : : : : : : : : :
[gggggggggggggggggggggggg]

: : : : : : : : : :
[wso.php]

: : : : : : : : : :
[c99]

: : : : : : : : : :
[11111111111]

: : : : : : : : : :
[سهيل محمد خير الدالاتي 2011]

: : : : : : : : : :
[منير الدالاتي أبوكمال ]

: : : : : : : : : :
[صورة للشهيد الغالي عبدالهادي مصطفى الدالاتي رحمه الله]

اشـترك في الموقع

الموقع من تصميم وبرمجة
سـيروهوسـت (السورية للاستضافة)
سـورية .حمص .2008

صبية جميلة وشاب وديع في مطلع الشباب الأول، كانا يشربان كأسين من العصير على طاولة أحد مقاهي الرصيف، وعينا كل منهما تشعان حباً وهما معلقتان بعيني الآخر. استوقفه هذا المنظر لحظات، ثم تابع طريقه متثاقل الخطا وهو ينوء بحمل ثقيل. وهل من حمل أثقل من الشيخوخة؟ سرح بخياله بعيداً حين التقى أول مرة ابنة الجيران التي كانت تبادله النظرات. وكان لقاؤهما خارج الحارة، ولم يكن في المدينة يومئذ كافتيريات تضم المحبين. حدثها في ذلك اليوم عن صفقة الأسلحة التشيكية والدعم الذي يقدمه الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية الصديقة للوطن. أما هي فلم تنبس ببنت شفة. وفي لقائهما الثاني شروح لها حتمية انتصار الطبقة العاملة، والعدالة التي في طريقها إلينا، وذلك بعد حسم الصراع الطبقي بالقضاء على الإقطاعية والإقطاعيين، والرأسمالية والرأسماليين، والبرجوازية والبرجوازيين. ثم قدم لها هدية هي رواية مترجمة عن الروسية تحمل عنوان (والفولاذ سقيناه) لمؤلفها أوستروفسكي. وكانت تلك الرواية ـ إضافة إلى روايتي الأم، وأين الله، لمكسيم غوركي ـ التي يخلص فيها المؤلف إلى أن الله يكمن في قوة الشعب العجائبية. أقول تلك الروايات الثلاث لا غنى عن قراءتها لكل ماركسي أو متمركس، أو شيوعي أو متشيوع. استلمت ابنة الجيران هديتها الفولاذية من العاشق المؤدلج بفتور واضح. وكان هذا آخر لقاء بينهما رغم محاولاته المتكررة للحصول على موعد جديد. الفتاة الثانية التي تعرّف عليها كانت من حارة أخرى، وقد استعرض أمامها خطاب جمال عبد الناصر الذي أعلن فيه أن الوحدة بين سورية ومصر هي أول مسمار في نعش إسرائيل التي أصبحت بين فكي كماشة. وشرح لها أن سورية ومصر هما فكا الكماشة التي تطبق على إسرائيل. ولم يهمل الإشارة إلى أن أربعة وعشرين مليون نسمة عدد سكان مصر، يضاف إليهم أربعة ملايين نسمة عدد سكان سورية يصبح عدد سكان الجمهورية العربية المتحدة ثمانية وعشرين مليون نسمة مما يشكل قوة ترهب إسرائيل. ناهيك بالدول العربية المجاورة المرشحة بين ليلة وضحاها للانضمام إلى الوحدة بعد التخلص من حكامها المأجورين. وأيضاً خلال اللقاء لم تنطق الفتاة بحرف واحد، إذ لم يدع لها مجالاً للنطق، وكان ذاك هو اللقاء الوحيد. في السنة الأولى للوحدة ذهب للدراسة في مصر. وحين استطاع الحصول على موعد مع زميلة له، أخذته إلى مكان جميل على كتف النيل. فأمضى الوقت معها وهو يحدثها عن قانون الإصلاح الزراعي الذي أصدره الرئيس جمال عبد الناصر. بعد ذلك كلما كان يطلب منها موعداً في مكانهما السابق على كتف النيل أو أي مكان آخر، كانت تجيبه بالمصرية الجميلة: ما قدرش. أو مش فاضية. حين هيأت له الأقدار التعرف إلى فتاة أخرى ذهبا إلى حديقة الحيوان، وجلسا في مكان شاعري داخل الحديقة اسمه جزيرة الشاي. وفي المكان الشاعري الجميل شنّ هجوماً شرساً على الاستعمار الفرنسي، مستعرضاً تضحيات الشعب الجزائري والبطولات التي يقدمها أمام ذاك المحتل الذي يسعى لفرنسة الجزائر. ولم يهمل ذكر المساعدات التي تقدمها الجمهورية العربية المتحدة ممثلة برئيسها رائد القومية العربية عبد الناصر، لذاك البلد الذي يقع في المغرب العربي الذي بات تحرره وشيكاً، لأن قدرة فرنسا على احتمال الخسائر هي فوق احتمالها. وقبل أن يودع الشاب الفتاة سألها بالمصرية التي تعلمها من أفلام السينما: ـ أشوفك تاني؟ أجابته: ـ ما فتكرش. وافترقا. مع بداية حكم حزب البعث التقى بصبية كانت تتردد على مديرية التربية للحصول على وظيفة مؤقتة اسمها معلمة وكيلة. وبعدة عدة لقاءات وسلامات في المكان نفسه، استطاع أن يطبقها في موعد خارج المديرية. وفي الثلاث أرباع الساعة وهي المرة التي استمر لقاؤهما حدثها عن الخطوة الجبارة لحزب البعث الحاكم في اتخاذ قرارات التأميم، وكيف أصبحت المعامل والمصانع والمؤسسات جميعها ملكية عامة للشعب بأكمله. كما استشرف المستقبل القريب بتأميم بيوت السكن والعقارات، حيث سيختفي مصطلح المالك والمستأجر، وذلك بحصول كل مواطن على سكن مناسب له ولأسرته مقابل جزء صغير من الراتب أو الدخل، وهذه الشابة أيضاً لم يتح له لقاء آخر معها. طالبة جامعية كانت تجلس إلى جواره في مقعد باص الكرنك المسافر إلى دمشق، وقد تبادل معها الحديث حول الأدب الحديث والمقارن في منهاجها الجامعي. وبعد أن ركنت إلى دماثة خلقه قبلت أن تلتقيه في اليوم التالي في كافتيريا الجامعة. ولأنها توسمت فيه الخير فقد جاءت إلى الموعد بثياب أنيقة وتسريحة شعر جميلة. وبعد الحديث عن الطقس والامتحانات سألته باعتباره مثقفاً وهي طالبة آداب أن يسمعها ما يحفظ من الشعر. فأسمعها البيت الشهير: وطني لو شُغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي. فطالبته بقصيدة أخرى. فصدحت حنجرته: تقضي الرجولة أن نمد جسومنا جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا. مرة أخرى قاطعته إن كان يحفظ شيئاً لنزار قباني. فبدأ ينشد: أصبح عندي الآن بندقية إلى فلسطين خذوني معكم. وقبل أن يكمل القصيدة نظرت إلى ساعتها معتذرة، ثم غادرته دون أن يستطيع الحصول على موعد آخر. فجأة تنبه الرجل السارح في ذكراته القديمة التي يجترها بخياله في الطريق، حين التقت عيناه بدكان بائع الورد. ودون تفكير طلب من البائع وردتين حملهما وقفل راجعاً إلى كافتيريا الرصيف حيث يجلس الشاب والصبية اللذين حركا ذكرياته الغافية. وقف أمامهما ثم وضع الوردتين على الطاولة وقال: ليأخذ كل منكما وردة يقدمها للآخر. نظرا إليه بدهشة ثم قالت له الفتاة: عمو. إنت بتعرف حدا منا؟ قال: لا. ولكني أعرف الكائن الجميل الذي بينكما وأقصد الحب. هذا الذي لم أستطع طوال حياتي أن أحصل عليه. فاحرصا أنتما عليه. ثم انصرف.

الكاتب: معتـصــم دالاتـي

تم التعليق في

 :
   
 
 

أضف تعليقك....

 

الاسم :

 

البريد الإلكتروني :

التعليق :

أدخل الرمز الموجود في الصورة