إني أعشق حمص.. أحب بساتينها وشوارعها وساحاتها. أحب نهرها وقديمها وجديدها. وأسعد ماأكون حينما أقف في ساحاتها الرئيسية وأنا أتأمل من جانب ساعتها القديمة مناره مسجد الدالاتي ، إني حقاً أفتخر بها ويزيد أفتخاري عندما أحدث نفسي أن هذه المأذنة الأثرية والتي تزين هذا المسجد الرمز بناها جدي الثالث بيديه وإني أفكر بمدى التعب وساعات الارهاق التي مر بها أثناء هذا العمل وأعود وأقول إنها كانت ساعات إرهاق جميلة وكان يمر بتعب لذيذ لا يعرف مذاقه إلا الرجال أولي العزم وأصحاب الإرادة والتضحية. ثم أفكر أنه بعد أن انتهى من هذا العمل كم مره وقف مثل وقفتي هذه وتأمل هذه المنارة التي هي اليوم من أهم آثار مدينة حمص، رحمك الله ياحاج حسين وتغمدك بعطفه والشيء الجميل الذي أسمعه أن الحاج حسين دالاتي لم يكن في ذلك الزمان هو العالم الوحيد في أسرتنا بل كان ملازماً مع الشيخ أحمد إبن نعمان الدالاتي (الطوزقلي) والذي كان شيخ مشايخ بلاد الشام قاطبتاً وأما أسرتنا الدالاتية بعدكم ياحاج حسين وياشيخ أحمد وبعد أن عاشت فترةً تحت جناحكم ملتئمة الشمل أسست في الخمسينات جمعية أسريه رائعة نحن اليوم وبعد ستين عاماً نسمع ونقرأ عنها وعن مزاياها الرائعة ثم مالبثت أن تفرقت وتشردت عن بعضها وصل فيها الأولاد أن أولاد العمومه صاروا إذا مروا ببعضهم لم يعرف أحدهم الآخر وبعد طول الفراق لمعت في سماء الأسرة بارقةً جميلة وبعونه تعالى وبرعايته إستطاع شباب الأسرة المخلصين وفي عام 2008 أن يؤسسوا منزلاً متواضعاً للأسرة بعد طول الفراق ونحن اليوم ندعوا الله عز وجل أن يكتمل لم شمل هذه الأسرة الفاضلة وأن يعيننا بما فيه خير هذه الأسرة والتي هي قاعدة من قواعد بلدنا الجميل. ياسادتي الكرام هذه دعوة متواضعة لزيارة منزل العائلة المتواضع والمساعده جميعاً لتأسيس بيت عائلة يكون بمستوى طموحات أبناء الأسرة الدالاتية وبمستوى آثار أجدادنا عليهم رحمة الله وشكراً لكم على إهتمامكم .