آخـر الصور المضافة
: : : : : : : : : :[error]
: : : : : : : : : :[gggggggggggggggggggggggg]
: : : : : : : : : :[wso.php]
: : : : : : : : : :[c99]
: : : : : : : : : :[11111111111]
: : : : : : : : : :[سهيل محمد خير الدالاتي 2011]
: : : : : : : : : :[منير الدالاتي أبوكمال ]
: : : : : : : : : :[صورة للشهيد الغالي عبدالهادي مصطفى الدالاتي رحمه الله]
الاســم الايميل الهاتف المدينــة ملاحظــات:
الموقع من تصميم وبرمجة سـيروهوسـت (السورية للاستضافة) سـورية .حمص .2008
ما زلنا حتى الآن وبكثير من الإعجاب نردد قصائد المتنبي، ومنها التي كتبها في مديح كافور الإخشيدي حاكم مصر آنذاك. ثم نتساءل إلى أي مدى كان الشاعر صادقاً ومؤمناً بما نظم من تلك القصائد في مديح ذاك الرجل؟. أم أن الإمارة التي كان يطمح إليها من الملك الإخشيدي هي التي أنطقته تلك الأشعار؟. ولعل المتنبي لم يشأ أن يتركنا في حيرتنا عبر تلك التساؤلات إذ كفانا وجع الرأس والحيرة بقصيدته الأخيرة عن الكافور بهجاء لا أمرَّ منه ولا أقذع، إذ يسدينا النصح بأن لا نشتري العبد إلاَّ والعصا معه لأن العبيد كما يدعي المتنبي هم أنجاس مناكيد. وما زلنا نتساءل عن حقيقة كافور، هل هو ذاك العظيم؟ أم أنه النجس المنكود؟ ولعله لم يكن لا هذا ولا ذاك، فهل تستطيع أن تدخل سريرة شعراء الملوك والحكام لتقف على صدق مشاعرهم وحقيقة نواياهم وما إذا كانوا يظهرون غير ما يبطنون؟. وأيضاً سيف الدولة الحمداني التي حفلت معظم قصائد المتنبي بمديحه، ترى هل التاريخ ما يزال حامله على كتفيه حتى الآن لولا تلك القصائد؟. مما لا شك فيه أن كثيراً من الشعراء دبجوا الكثير من المدائح في هذين الملكين، فلماذا لم يُكتب البقاء سوى لآثار المتنبي لولا أنه مبدع كبير؟. تذكر الروايات عن أسرة مديتشي التي حكمت مدينة فلورنسا الإيطالية في القرن الخامس عشر، أن أهم حاكم أنجبته تلك الأسرة هو (لورينتزو). إذ كان يلقب بلورنتزو العظيم. وقد عاصر الرسام والنحات ميكائيل أنجلو، إذ صنع لـه مجموعة من التماثيل الفنية التي ما زالت حتى الآن تحظى بإعجاب متذوقي الفن في العالم، ولعل أحد تلك التماثيل لم يرق لصاحبه الحاكم فقال لأنجلو: هذا التماثل لا يشبهني تماماً. فرد عليه أنجلو بزهو الفنان المبدع: بعد مئتي عام لن يكون هناك لورنتزو.. بل سيكون ميكائيل أنجلو. وكان يشير إلى عظمة الفن وخلوده. كتب الموسيقي بيتهوفن سيمفونيته الثالثة (إيرويكا) أي البطولية تمجيداً لنابليون بونابرت إثر انتصاراته العسكرية، وبخط يده كتب الفنان في أعلى النوته: مهداة إلى البطل نابليون بونابرت. لكن هذا القائد العسكري الذي كان رمزاً للبطولة قد خيَّب أمل الكثيرين ومنهم بيتهوفن حين توَّج نفسه إمبراطوراً على فرنسا التي لم يكن قد مضى زمن طويل على ثورتها ضد الملكية وخلاصها من ملوكها.. ليعود هذا العسكري الكورسيكي ويبعث في أذهان الفرنسيين ما كرهوه من قصور وترف وحكم مطلق لآل بوربون التي شهد بيتهوفن نهايتها عندما كان في التاسعة عشرة من عمره. وفي ثورة غضب وإحباط من الموسيقي على الإمبراطور الجديد، مزق بالقلم اسم نابليون من أعلى النوتة الموسيقية، لتبقى مهداة إلى الإنسان البطل. والبطل هنا لم يعد بونابرت، بل أصبح البطل مطلقاً لمن هو أهل لهذا اللقب كائناً من كان. الأمثلة أكثر من أن تعدَّ أو تحصى في الأعمال الشعرية التي صيغت. وكثير من الروايات تحكي عن حاكم أو خليفة أو ملك أن أحدهم كان حين يصاب بنوبة أرق أو ضجر، يطلب إلى حاجبه أن ينادي على من في الباب من الشعراء المتكسبين ليلقوا بقصائد المديح بين يديه عساها تزيل شيئاً مما يعانيه من كرب أو ضيق.. ترى ماذا بقي من ذاك الركام الهائل على مرِّ الزمن، من ذاك النفاق الرخيص، أو ما يسمى الآن بأدب السلطة؟!. قد يكون للأمر وجهان، أولهما إيجابي في نتائجه، وإن كان سلبياً في هدفه. لأن أعمالاً فنية وأدبية على سوية عالية من الإبداع قد ولدت من موهبة مبدعين كبار، وإن كانت تلك الأعمال العظيمة لأشخاص من الحكام الذين لأجلهم ولدت تلك الأعمال وهم ليسوا على سويتها، وقد زالوا. أما تلك الروائع الفنية فهي باقية لأن الأثر الإبداعي العظيم هو ملك إنساني عام. فمن يذكر كافور والحمداني ولورنتزو لولا المتنبي وأنجلو؟ وهل كان للتاريخ أن يحتفظ بذاكرته آلاف السنين فراعنة مصر خوفو وخفرع ومنقرع لولا تلك الأهرامات التي تضم جثثهم المحنطة وأسماء مومياءاتهم؟. أو ليس غريباً أن يكون القبر أعظم شأناً وأكثر أهمية من صاحبه حتى وإن كان صاحبه فرعوناً وعلى درجة من القداسة؟ وأن تكون القصيدة أو اللوحة أكثر خلوداً من الملك الذي قيلت فيه أو صنعت لأجله؟. من يعرف من هي التي اسمها ممتاز؟. لكن العالم بأجمعه ينظر بإعجاب ودهشة إلى الأثر الفني العظيم تاج محل الذي أُقيم ليضم جثمان الأميرة ممتاز. الوجه الآخر لأدب السلطة أنه قد فرَّخ كماً هائلاً من الرداءة الأدبية والفنية والشعرية لأشخاص بلا موهبة ولا ذائقة، وقد ساهمت في انتشارهم وسائل الإعلام من صحف وإذاعات وتلفزة. سئل مرة نابليون بونابرت: لِمَ يقرب من بلاطه الصعاليك من الفنانين والشعراء وهو الإمبراطور العظيم؟. فأجاب أنه بمرسوم واحد يستطيع أن يرفع أي صعلوك إلى مرتبة نبيل. لكن مراسيم العالم أجمع تعجز أن تخلق فناناً أو شاعراً حقيقياً على درجة عالية من الإبداع. أذكر قصيدة تنسب لشاعر سوفيتي من عهد ستالين يخاطب حبيبته: لأن عينيك تشبهان سهوب بلادنا الخضراء. وقامتك كنصب كرملين الخالد. وشعرك بغزارة إنتاج كولخوزاتنا الرائعة.. ولذا فإني أحبك حباً يقرب من حبي لأمين سر اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العظيم. لا أعرف مدى جدية الرواية لهذه القصيدة، أم أنها تركيبة لمقاربة المناخ الذي يفقس أدباً وأدباء للسلطة ممن لا يحملون أية موهبة فيأخذون شكل وفعل الأبواب التي لا تترك أثراً سوى الضجيج.
أضف تعليقك....
الاسم :
البريد الإلكتروني :
التعليق :
أدخل الرمز الموجود في الصورة